[img][/img]
أكد الرئيس محمود عباس، ان جامعة الدول العربية لديها توجه "نحو تقديم مشروع للمصالحة الفلسطينية له صفة الإلزام لكافة الأطراف الفلسطينية"، وقال ان "ما يأتي به العرب سألتزم به، وقد قلت لهم بالحرف الواحد وفي أكثر من مناسبة، ما ستقرونه أنا ملتزم به الآن، قبل ان تعلنوه"، معتبرا ان المشكلة ستكون مشكلة الطرف الذي يرفض مشروع المصالحة الفلسطينية الملزم.
وشدد الرئيس عباس على "ان حماس لا تستطيع ان تلغي شرعيته، وان حماس التي خرجت على القانون لا تستطيع ان تلغي من جاء، ولا يزال حسب القانون، رئيسا"، وقال إن مرسوماً رئاسياً سيصدر بعد تبلور كامل المواقف والمبادرات، وان الانتخابات التشريعية والرئاسية "ليست بالضرورة ان تستغرق سنوات، وإذا تم الاتفاق مع بداية السنة المقبلة يمكن ان تتم الانتخابات في النصف الأول منها"، مشيراً الى ان "الدستور لا يعطيني حق حل البرلمان".
وقال الرئيس عباس في مقابلة مع صحيفة "الحياة" اللندنية، أنه سيبلغ الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال اجتماعهما اليوم في البيت الابيض، "ان ما يهمنا، سواء وصلنا الى اتفاق أم لا، ان نستمر في المفاوضات، سواء مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة أو الإدارة الأميركية المقبلة"، واكد انه خلال مسار المفاوضات، "لم نتنازل، ولن نتنازل عن حقوقنا التي أقرتها الشرعية الدولية"، وقال "أنا ضد الانتفاضة العسكرية، وضد عمل المقاومة المسلحة، لأن مجريات الانتفاضة دمرتنا، ونحن لسنا مستعدين ان نتدمر مرة أخرى".
وأعرب الرئيس عباس عن اعتقاده بأن "حل الدولتين ما زال قائماً، وما زلنا متمسكين به"، وأن ما يتم تداوله في الأوساط الاسرائيلية من طروحات مفادها ان كلاً من مصر والأردن يقدم أراضي لدولة فلسطينية تحت عنوان إما "الحل الأردني" أو "الحل الاقليمي" انما هو حل على حساب الآخرين "ولا يوجد حل على حساب أي دولة"، وقال "اننا لا نقبل أن يكون حل الحدود على حساب مصر، وأن الأردن لا يقبل اطلاق مثل هذه الحلول، وأن الملك عبد الله الثاني واضح في قوله إن حل الدولتين هو الحل الأنسب".
وأكد الرئيس عباس على أنه "لن يسمح، ولن يسمح كذلك أهل غزة أن تبقى غزة منفصلة"، وتوقع "ألا توافق حماس على اقتراحات المصالحة الفلسطينية وستتمسك بالكيان الذي جعلها تحصل على شبه دولة وبالتالي سترفض الحلول الأخرى".
وأكد أن الاستيطان الاسرائيلي يستحوذ على انتباه الدول وأنه سيحضر الجلسة الوزارية لمجلس الأمن، والتي طالبت بها السعودية باسم المجموعة العربية، اذا انعقدت اثناء وجوده في نيويورك يوم الجمعة عندما يلقي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفيما يلي نص المقابلة كاملة :
* في خضم حكومة إسرائيلية جديدة، وإدارة أميركية مغادرة وأخرى آتية، ووضع فلسطيني متأزم، ماذا ستطرح على الرئيس جورج بوش عندما تلتقيه اليوم الخميس؟
- سنسترجع ونستذكر من أنابوليس وحتى الآن ما الذي فعلناه، والخلاصة التي وصلنا إليها. في آخر اجتماعين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل إيهود أولمرت، بدأ الحديث عن قضايا، لا أريد أن أقول محددة، انما قضايا واضحة إلى حد ما. هذه القضايا تتعلق بالحدود واللاجئين والأمن، وهي عبارة عن أفكار موجودة. ونحن أيضاً لدينا أفكار، وهذا ما سنستمر في الحديث عنه.
نحن يهمنا، سواء وصلنا إلى اتفاق أو لا، أن نستمر في المفاوضات سواء مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة أو مع الإدارة الأميركية المقبلة. وسنستمر رغم التوتر الفلسطيني الداخلي. وما سنطلبه هو أن لا تلقي الإدارة الأميركية غداً اللوم على أي طرف، وأن يعدونا بأن لا ننتظر سبع سنوات جديدة حتى نتحاور معهم. سنظل نسير في الاتجاه نفسه مع حكومة أولمرت مثلاً، رغم أنه استقال، حتى يخرج من الحكومة. وسنتعامل ايضاً مع بوش في ما يخص الوضع الفلسطيني.
ننتظر نتيجة الحوار (الفلسطيني الداخلي)، خصوصاً أن الجامعة العربية لديها توجه بتقديم مشروع للمصالحة الفلسطينية له صفة الإلزام، بمعنى أن هذا المشروع يقدم إلى الفصائل. ومن يقبله فهو معه، ومن لا يقبله فهو ضده. وسيكون هذا المشروع منطبقاً أو منسجماً مع المبادرة العربية. إذن، نحن نسير الآن ضمن هذه الخريطة، لأنه أيضاً هناك استحقاق انتخاباتنا المقبلة التي لا بد من أن نتعامل معها قانونياً وسياسياً.
* هل لديك تطمينات أو ضمانات من أطراف عربية معينة بأن هذا التحرك سيكون ملزماً لها؟
- العرب قالوا بصراحة بعد مؤتمر وزراء الخارجية إننا سنقدم هذا المشروع الملزم، فهذا ليس سراً وانما أُذيع بشكل معلن على لسان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وعلى لسان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
* لكن في المقابل حماس تطالب بعدم التمديد لك في الرئاسة؟
- أنا لا أبحث عن تمديد إطلاقاً. أبحث عن تطبيق الدستور والقانون. الآن، ماذا يقول الدستور؟ إن المدة تنتهي في 19 كانون الثاني (يناير) المقبل، ماذا يقول قانون الانتخابات الوارد ذكره في الدستور؟ ان تجري انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة.
* لكن إذا كانت حماس لا تريد ان تسير بلغة الدستور؟
- إذن، كيف تطالب بتطبيق الدستور؟ حماس التي ضربت القانون واعتدت على الشرعية في غزة، وهذا شيء واضح، لا تريد الآن تطبيق الدستور؟ فلتأخذ موقفاً واحداً، إما قانوني أو غير قانوني. القانون يقول هذا هو النص، نحن سنناقش المواضيع حسب القانون وحسب قرار الجامعة العربية. لن نخترع شيئاً جديداً. وبالتالي إما ان تقبل حماس أو ترفض.
* هل هناك وساطة قطرية؟
- لا، لم نسمع عن وساطة قطرية.
* وماذا إذا كان في ذهن حماس إلغاؤك كرئيس للسلطة الفلسطينية وشريك في المفاوضات بداعي أن خيار الدولتين مضى عليه الزمن؟
- أولاً، موضوع حل الدولتين لا يزال قائماً، ومازلنا متمسكين به. وما دمنا متمسكين بخطة خريطة الطريق، فنحن متمسكون بالدولتين، هذا أولاً. وثانياً، حماس لا تستطيع أن تلغي شرعيتي التي آخذها من الشعب. حماس التي خرجت على القانون لا تستطيع أن تلغي من جاء ولا يزال حسب القانون قائماً كرئيس.
* ماذا لدى مصر بالتحديد من أفكار في هذا الصدد؟
- مصر الآن تناقش التنظيمات الفلسطينية واحداً تلو الآخر. وكان لديها موعد مع حركة «فتح» الثلاثاء وأرسلت الحركة مبعوثيها الخمسة إلى القاهرة لتسمع منهم رأي الحركة كما سمعت من عدد من التنظيمات الأخرى، وستجتمع مصر مع وفد من حماس. وعندما تُنهي الاجتماعات ستصل إلى نتيجة تقدمها إلى الجامعة العربية لتقرر ما ذكرته قبل قليل.
* أنت تقصد في مطلع السنة المقبلة، أو في أواخر هذه السنة؟
- لا. سيتم ذلك قريباً. المفروض أن يتم قريباً، يعني خلال شهر.
* ثم؟
- بعد ذلك ستتخذ موقفاً قانونياً سياسياً من أجل المستقبل على ضوء القرار العربي، والدستور الفلسطيني، وقانون الانتخابات.
* هل مدخل الحل تشكيل حكومة محايدة؟
- نرجع الآن إلى ما ورد في المبادرة العربية، وأصلها اتفاق صنعاء. هناك ثلاثة بنود أساسية: تشكيل حكومة تكنوقراط لا تعيد الحصار على السلطة الوطنية مرة أخرى وتسيّر الأعمال، وأن تدعو هذه الحكومة إلى انتخابات، وان يكون للعرب وجود يقترحونه من أجل إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية في غزة.
* هناك من يتوقع انهيار أفكار المبادرة المصرية، هل أنت منهم؟
- أولاً المبادرة المصرية لم تظهر إلى النور حتى نقول إنها ستنهار أو لا تنهار، وهذه المبادرة لن تكون مصرية، وانما ستكون عربية، وبالتالي سيتبناها العرب بشكل عام. هذا ما قالوه لي في اجتماع الجامعة العربية وهذا ما أعلنوه بعد الاجتماع.
* وهل تدعم سورية هذا التوجه؟
- أنا لا أعتقد أن سورية ستقف ضد هذا التوجه، لأنها في النهاية هي رئيسة القمة، وهي التي ستتولى مع بقية العرب أو مع اللجنة المشكّلة إنضاج هذه الأفكار وتقديمها لأصحاب العلاقة. سألتزم بما يأتي به العرب، وقلت لهم بالحرف الواحد وفي أكثر من مناسبة: ما ستقررونه أنا ملتزم به الآن قبل أن تعلنوه... إذن أنا ليست لدي مشكلة، إذا كانت هناك مشكلة، ستكون عندهم.
* هل هذه طريقة لتفادي الخلاف على الشرعية؟
- لا. نحن لم نقل بإتمام المبادرة قبل كانون الثاني (يناير). أنا أقول إن هناك نصوصاً قانونية سندرسها باحترام، إضافة إلى المبادرة العربية التي سندرسها باحترام أيضاً، وأنا أصلاً موافق عليها. وعلى ضوء كل هذا سيكون لنا موقف، متى ستكون الانتخابات التشريعية والرئاسية؟ ليس بالضرورة أن تأخذ سنوات. وإذا اتفقنا يمكن أن تتم في النصف الأول من العام المقبل أو مع بدايته. هذه ليست مشكلة. المهم أن نحصل على كامل الأفكار بشكل جلي وواضح، وعند ذلك نُصدر مرسوماً رئاسياً.
* هل يمكن حل الخلاف الفلسطيني الداخلي في ظل خلافات عربية؟
- نحن نترك هذا للعرب. الآن لا نريد أن نفترض أن هناك خلافات ستعقد الأمور. ما نقوله هو ما سمعناه منهم. وخلاصة ما قيل في الجامعة أعلنه عمرو موسى والأمير سعود الفيصل. وعندما أعلنوا، لم يعلنوا شيئاً باسمهم، وانما باسم المجموعة. عندما تكلموا عن رؤية عربية ستقدم أو اقتراح عربي أو قرار عربي سيقدم، لا أعتقد بأن هذا باسم الأمير سعود الفيصل شخصياً، أو باسم السعودية. وعندما يكون هذا الكلام أيضاً في وجود الأمين العام بعد الاجتماع العربي، فهو خلاصة للموقف العربي. قد يكون هناك من يعترض وهذا شأنه، ومن يوافق وهذا شأنه أيضاً.
* ماذا لو لم تكن حماس راغبة حقاً في إنهاء الخلاف الداخلي. هل تعتقد أنها راغبة في ذلك حقاً؟
- لا أعرف. إذا كان السؤال لي شخصياً، أقول إن حماس قد لا توافق ولكن ليس من المفروض أن ننتظر موافقة أو عدم موافقة حماس.
* وكيف تتوقع أن تتصرف حماس في الأشهر المقبلة؟
- إذا رفضت حماس، فالمفروض أن يقول العرب كلمتهم، أليس كذلك؟... أتصور أن حماس بحصولها على دولة أو شبه كيان في غزة، قد تتمسك بهذا الكيان، وبالتالي سترفض الحلول الأخرى.
* عندئذ؟
- عندئذ سنبحث في كل الأمور، يعني كل الخيارات مفتوحة.
* هناك إسرائيليون يتحدثون عن ضرورة البدء في التفكير في حل غير حل الدولتين، يتحدثون عما يسمونه "حلاً أردنياً"... لا بد من أنك سمعت؟
- سمعنا مرة هذا الحديث. ولكن من حيث المبدأ أنا أعرف تماماً أن الأردن لا يقبل مثل هذا الحل. الأردن لا يقبل إطلاقاً مثل هذه الحلول. وإنما لا يزال موقفه، كما نعرف من الملك، أن حل الدولتين هو الحل الأنسب لنا وللمنطقة وللعالم ولإسرائيل.
* يتحدثون عن مقايضة الأراضي، مصر تعطي أرضاً لتوسيع غزة وتعرف أنت الطروحات...
- أولاً، لا يوجد حل على حساب أي دولة. بمعنى أننا لا نقبل أن يكون حل الحدود على حساب مصر. لا نقبل. أرضنا نريد أن نأخذها، وما نعنيه بالمبادلة هو في الأراضي الفلسطينية، وهي لتعديل طفيف في الحدود بالقيمة والمثل، هذا هو المطروح وهذا ما نطالب به. يعني عندما نجري تعديلات على الحدود يجب أن يتم التبادل بالقيمة والمثل، وبشكل ضيق.
* كيف تتصور أن تكون تسيبي ليفني في موقع رئاسة الحكومة مقارنة مع أولمرت؟
- ما جرى من تغييرات داخلية إسرائيلية لا علاقة له بالوضع السياسي، وانما له علاقة بالوضع الداخلي وبالمشاكل الداخلية التي واجهها أولمرت ونعرفها جميعاً. لذلك ليس الخلاف في إسرائيل على موقف أو رؤية سياسية. وليفني وأولمرت من الحزب نفسه ولديهما الرؤية نفسها، لكن تظل هناك اختلافات في الشخصية.
* هل عندك ثقة بأن ليفني ستأخذكم شريكاً جدياً في مفاوضات جدية؟
- كانوا يقولون في الماضي لا يوجد شريك فلسطيني. ثم دخلنا معهم في مفاوضات جدية متواترة، لم نضع لحظة واحدة، ولم نلعب، ولم نفاوض من أجل التفاوض، وهم عرفوا ذلك. عرفوا أن الفلسطينيين جادون في الوصول الى حل. الكرة في الملعب الإسرائيلي. وإذا كنت تريدين رأيي، فالإسرائيليون وضعوا أكثر من عقبة في الطريق، أو يضعون الآن أكثر من عقبة.
أبرز هذه العقبات الاستيطان، واستمرار الاستيطان و640 حاجزاً يحول دون أي تنمية ممكنة في الضفة الغربية، ثم الاجتياحات المستمرة بلا سبب رغم أنهم يعترفون بأن السلطة الفلسطينية قامت وتقوم بجهود عظيمة جداً في ما يتعلق بالأمن. ومع ذلك، لا تزال العقبات كما هي، وإذا أردنا أن نقول لماذا، فهذا يعود الى طبيعة تفكير الإسرائيليين. يعني يريدون أن يأخذوا الكعكة من دون أن يقتسمونها، كما يقولون.
* هل عندك أي أمل في أن تنجح كوندوليزا رايس في التوصل إلى انجاز قبل نهاية العام؟
- كلنا تحدثنا، وليست كوندوليزا رايس وحدها، بوش وأنا وأولمرت كنا قلنا إننا نتمنى أن نصل إلى حل قبل نهاية العام، لكن المشكلة ليست في يد رايس حتى تحل. هناك أطراف تتفاوض، وهي لا تتفاوض بالنيابة عنا ولا نريدها أن تتفاوض بالنيابة عنا ولا نريدها أن تقدم لنا حلولاً من عندها.
* روسيا قالت تكراراً إنها تريد استكمال مؤتمر أنابوليس في موسكو، ثم بردت همتها، ما رأيك في عدم تحمس روسيا لاستضافة هذا المؤتمر؟
- أولاً روسيا لم تخف حماستها لاستضافة المؤتمر، وإنما ما زالت تدعو معنا إلى عقده، لكن ما حصل أخيراً من توتر في العالم، خصوصاً ما يتعلق بجورجيا ألقى بظلاله على العلاقة الأميركية - الروسية وجعل الأمل في عقد المؤتمر في موسكو يخفت. ورغم هذه المشاكل نقول إن هذا المؤتمر يجب أن يُعقد.
* وما رأيك في موقفها من الاستيطان؟
- كل الدول التي حضرت في أنابوليس من دون استثناء، تحدثت عن وقف الاستيطان، حتى رايس في كل مناسبة تتحدث عن الاستيطان، ساركوزي حين جاء إلى فلسطين وأمام الكنيست قال إن هذا الاستيطان يجب أن ينتهي، إذن الاستيطان عقبة، واعتقد أنه عقبة اساسية، وهذا ما جعل السعودية تقدم مشروعها (لعقد جلسة على المستوى الوزاري في مجلس الأمن لمناقشة الاستيطان) ونحن ندعم هذا المشروع. وإذا عقد خلال وجودي هنا، سأتكلم أمام مجلس الأمن عن الاستيطان وأهمية وقفه لأنه عقبة كأداء في طريق الحل.
* وماذا تحتاج من المجتمع الدولي عملياً، بان كي مون لم يذكر حتى موضوع فلسطين في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
- نحن نطالبهم على الأقل بالتدخل في موضوع الاستيطان. القضية الآن حية ومطروحة، ووزراء الخارجية العرب كلهم هنا من أجل أن يخاطبوا مجلس الأمن لوقف الاستيطان. يجب أن يطلبوا أو يضغطوا على إسرائيل حتى توقف هذا العمل. لا يجوز أن يستمر الاستيطان في كل الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في القدس. إسرائيل مصممة على أن تستمر في الاستيطان وتدعي أن القدس لها.
* هل هناك ما يكفي من مساعدات عربية في عملية بناء القدرات الفلسطينية؟
- همنا الأساسي الآن في الضفة الغربية يتركز على أمرين، الأول هو استتباب الأمن، واعتقد أن الأمن مستتب بنسبة أكثر من 90 في المئة في الضفة. والأمر الثاني هو التطوير الاقتصادي الذي يتوقف على ثلاثة عوامل: الأول فلسطيني، ونحن نعمل ونبذل كل جهد لتطوير مؤسساتنا مستذكرين أننا في السبع سنوات الماضية دُمر كل شيء لدينا، وأعدنا بناء الكثير، والعامل الثاني هو المساعدات التي يفترض أن تأتي نتيجة لمؤتمر باريس، يعني لا نتكلم عما يأتي من العرب فقط، والمساعدات شحيحة لا تكفي أكثر من تسيير الأمور، ومع ذلك عندنا تطور في المؤسسة الفلسطينية.
العامل الثالث هو الحواجز والعقبات التي تضعها إسرائيل وتحول دون أي تقدم. نحن عقدنا مؤتمرين اقتصاديين، واحد في رام الله وهو مؤتمر صغير، والثاني كان مؤتمراً ضخماً ضم 4000 رجل أعمال في بيت لحم من جميع اقطار العالم. هناك دول عربية ليست لديها علاقات مع إسرائيل جاء منها مستثمرون، لكنهم يريدون أن يطمئنوا إلى قدرتنا على تنفيذ مشاريعهم.
لدينا مشاريع الآن على الأرض... وهناك فرق كبير بين البناء والعمران في نابلس قبل سنة والآن. لكن هذا ممكن أن يتضاعف 20 مرة لو أزيلت هذه العوامل (الحواجز) وكان مؤتمر باريس أكثر سخاء وكانت إسرائيل أقل اعتداء وتدخلاً.
* إذا بقيت غزة كياناً منفصلاً عن الضفة، هل يقتل هذا فكرة الدولة؟
- لن نسمح، ولن يسمح أهل غزة بأن تبقى منفصلة. عندما اقول لن نسمح، أشير إلى أننا كسلطة ما زلنا ندفع لـ77000 موظف في غزة وندفع 58 في المئة من موازنة السلطة للقطاع. لماذا؟ لأن غزة جزء من الكيان الفلسطيني ونحن مصممون على أن تستمر هذه العلاقة ويستمر الدعم الذي تقدمه السلطة. هذا ليس منّة، هذا حق الشعب حتى تبقى غزة ملتحمة بالضفة، ولو تُرك الأمر لأهل غزة ستجدين 90 في المئة منهم، وأنا لست مبالغاً، يريدون أن ينتهوا من هذه الغمة التي وضعتهم فيها حماس إثر انقلابها على السلطة.
* يأخذون عليك أنك لا تبادر إلى اتخاذ مواقف صارمة بالقدر الكافي نحو إسرائيل أو حماس؟
- أولاً، مع الجانب الإسرائيلي اعتقد أن موقفنا واضح وحاسم، لكننا نتعامل معهم سياسياً، أنا ضد الانتفاضة العسكرية، وضد عمل المقاومة المسلحة.
* لماذا؟
- لأن مجريات الانتفاضة دمرتنا، ونحن لسنا مستعدين أن نُدمر مرة أخرى. يعني دمرت كل البنية التحتية التي بنيت ليس فقط أيام السلطة، بل قبلها. ولسنا على استعداد للعودة مرة أخرى، فمع الإسرائيليين هذا هو موقفنا، حاسم أو غير حاسم، موقفنا يظهر في المفاوضات. ولم نتنازل ولن نتنازل عن حقوقنا التي أقرتها لنا الشرعية الدولية.
* ما الانطباع الذي عدت به من زيارتك الأخيرة للبنان، خصوصاً مع طرح التوطين ورقة يومية في الجدال السياسي؟
- اعتقد أن موضوع التوطين كان فزاعة عند البعض. نحن قلنا بصراحة إننا لا نسعى إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إطلاقاً، ونحن لدينا الحلول الكافية لتطبيق هذا، ولذلك لم يعد هناك، على ما اعتقد، مشكلة أو لم يعد أحد يستطيع أن يستعمل هذه الفزاعة مرة أخرى.
تحدثنا عن السلاح، وقلنا لهم إن السلاح خارج المخيمات يجب أن يُزال، أو تولوا إزالته. أنتم أحرار هذا بلدكم، أما في المخيمات فأنتم تقولون نريد أن ننظمه، نحن مع موقفكم، يعني ما تراه السلطة في لبنان نحن نراه، هذه الأمور وضحت لكل الأطراف اللبنانية، وعرفت الناس ما هو موقفنا بالضبط.
* وماذا عن استخدام بعض الفصائل الفلسطينية ممارسات تتناقض والسيادة اللبنانية؟
- الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير ملتزمة بموقفنا. ما عدا ذلك، ليست لنا قدرة ولا سلطة على أحد.