الرشق : لا نريد اتفاقا لتمرير ولاية عباس دون حل القضايا الخلافية

أكد مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنهم أنهوا دراستهم للوثيقة المصرية التي قدمت لهم تمهيدا للحوار الوطني الفلسطيني المرتقب في تشرين ثاني (نوفمبر) المقبل، وأنهم سلموا ردهم مكتوبا للمسؤولين المصريين مع إبداء بعض الملاحظات والتعديلات الضرورية من أجل تنفيذ محكم للاتفاقات التي تم التوصل إليها في الحوارات المباشرة لتي جرت بين وفد "حماس" إلى القاهرة والوزير عمر سليمان.

وكشف عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق النقاب في تصريحات خاصة لـ"قدس برس" عن أن الملاحظات التي تم تقديمها ذات صبغة تطمينية لضمان تنفيذ ما يتم التوافق بشأنه كاملا وليس مجزءا، وقال: "موقف حركة "حماس" من الورقة المصرية موقف إيجابي وقد تعاطينا بايجابية مع كل الجهود التي بذلتها مصر، ونحن لدينا قرار داخل مؤسسات الحركة بالتعامل الإيجابي مع هذه الجهود وبذل كل ما يساعد على إنجاحها، والعمل على الخروج من حالة الانقسام، وهذا هو موقف الحركة منذ أحداث حزيران (يونيو) العام الماضي، وبهذه الروح تعاملنا مع الورقة المصرية الحالية التي نعتبرها جيدة في مجملها، لكن هناك مجموعة من الملاحظات التي أبديناها كما أبدتها فصائل أخرى، وقد سلمنا هذه الملاحظات رسميا إلى المسؤولين في مصر لتكون محل نقاش بيننا وبينهم، وقد جرى نقاش أولي بشأنها مع وفد حركة "حماس" في الداخل أثناء عودتهم إلى غزة عن مقاصد بعض الكلمات وبعض العبارات الواردة في الوثيقة".

ورفض الرشق الحديث في تفاصيل هذه الملاحظات، لكنه أكد أن مبعثها الأساسي هو الرغبة في توفير الضمانات الكافية لإنجاح أي اتفاق يتم التوصل إليه، وقال: "نحن نفضل الآن التريث قليلا في تفاصيل ملاحظاتنا بعيدا عن الإعلام من أجل عدم التشويش على جهود الأشقاء في مصر، لكن يبقى أن جملة الاستفسارات تأتي في سياق الاطمئنان على أن ما تم الاتفاق عليه بيننا وبين الوزير عمر سليمان يتم تطبيقه وتنفيذه بصورة لا تخل بمجمل الاتفاق وأن يكون تطبيقه غير مجزأ، بحيث يتم تطبيق البنود التي يحتاجها الرئيس محمود عباس وحركة "فتح" وتأجيل البنود الأخرى، ولنا في اتفاق القاهرة 2005 خير نموذج، فقد تم الاتفاق على إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتم الاتفاق على اجتماع قيادات الفصائل بعد شهرين، لكن شيئا من ذلك لم يحدث وتم عرقلتها بسبق إصرار وتعمد، فهذا سلوك للأسف تعودنا عليه من الرئيس محمود عباس، ولذلك فإن استفساراتنا تأتي للاطمئنان على أن الاتفاق سيتم تنفيذه رزمة واحدة، ذلك أنه من الواضح أن ما يريده الرئيس محمود عباس هو ايجاد حل لانتهاء الفترة القانونية لولايته، ونحن لا نريد لهذا الاتفاق أن يكون فقط لتمرير ولاية الرئيس محمود عباس"، على حد تعبيره.

ونفى الرشق أي علاقة لصفقة الأسير جلعاد شاليط بالمبادرة المصرية للحوار الوطني، وقال: "في الورقة التي قدمت لنا غير وارد فيها أي شيء عن الأسير جلعاد شاليط، وكذلك في حواراتنا الثنائية، وإن كان الوزير عمر سليمان كان في نهاية لقائنا معه قد أشار إلى أن الإسراع في انجاز هذه الصفقة يمكنه أن يساعد على انجاح الحوار الوطني، ونحن أكدنا أن هذا الموضوع لا علاقة له بالحوار الوطني وأن هذه المسألة بيننا وبين الإسرائيليين ولن تمر إلا عبر الاستجابة لمطالب الفصائل التي تم التوافق عليها".

وجوابا على سؤال وجهته له "قدس برس" عما إذا كانت الرسالة الشفوية التي قال القيادي في "حماس" الدكتور محمود الزهار إنها وصلتهم من وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تعتبر مدخلا لحوار بين "حماس" والإدارة الأمريكية، قال الرشق: "ليست هناك قنوات اتصال بيننا وبين أمريكا، ولكننا تلقينا هذه الرسالة من خلال بعض المسؤولين العرب، ونحن لم نعول سابقا ولا نعول لاحقا على الإدارة الأمريكية ولدورها المنحاز لصالح إسرائيل، وقد تكون هناك معطيات إقليمية ودولية تدفع أمريكا لإعادة تقييم سياساتها التي وصلت إلى طريق مسدود أو تعديلها، ولكننا نحن لا نضع آمالا على الموقف الأمريكي".

ونفى الرشق أن تكون اللقاءات التي تجري بين حركة "حماس" وعدد من قيادات حركة "فتح" تدخل في سياق العمل على شق صفوف "فتح" في الموقف من "حماس"، وقال: "اللقاءات بيننا وبين بعض قيادات "فتح" لم تتوقف، ونحن نرحب بأي مسؤول في حركة "فتح"، ولم نغلق الأبواب للحوار مع "فتح" مجتمعة أو بأي مسؤول منها، لكن ليس من سلوك "حماس" شق هذا التيار أو ذاك، ويهمنا أن ترجع "حماس" إلى الموقف الوطني وإلى صفوف المقاومة ولا يسرنا أن نستفرد بالساحة الفلسطينية. أما بالنسبة لحواراتنا مع القيادي في "فتح" جبريل الرجوب فقد بادر في أكثر من مرة وطلب اللقاء مع بعض المسؤولين في "حماس"، ونحن يسرنا تعزيز نهج التواصل والحوار، كما أنه أثناء وجودنا في مصر طلب السفير نبيل عمرو زيارة وفدنا والسلام علينا وقد كان ذلك".

وشدد الرشق على أن علاقات "حماس" الإقليمية والعربية لم تتغير، ودعا الذين راهنوا على الخيار الأمريكي إلى إعادة النظر في سياساتهم، كما كشف النقاب عن استمرار الحوار الثنائي بين "حماس" والأردن، وقال: "علاقاتنا العربية لم تتغير، فهي مع سورية في أحسن حالاتها والذين يحاولون أن يقرأوها على غير ذلك أن يراجعوا آراءهم، ونحن الآن نسعى باتجاه تعزيز العلاقات مع حلفائنا العرب ومع سورية وإيران، لأنه تأكد أن سياسة هذه الدول أثبتت جدواها والذي يفترض أن يغير سياساته هي الدول التي هرولت باتجاه أمريكا بعد أن اصطدم المشروع الأمريكي بالحائط. كما أن لقاءاتنا مع المسؤولين الأردنيين لم تنقطع وهي مستمرة ومتواصلة، وتسير بشكل إيجابي، ونحن نأمل أن تتطور هذه العلاقة في الأشهر المقبلة لمصلحة الشعبين الفلسطيني والأردني"، على حد تعبيره.